مولاي كتبت رحمة الناس عليك بصوت: منيرة عبده؟؟؟

[Riad]

هذه القناة التي أرفع منها تسجيل اليوم اسمها "استديو الإبداع"، وهي قناة اشتُهِرت بالتدليس والتلاعب بالمواد والحصول عليها بطرق ملتوية والضحك على عقول البسطاء بعبارات وتسجيلات مكررة تدعي أنها جديدة، ولكن المرء قد يظفر من تسجيلاتها أحيانا بما قد يفرح القلب، فقد رفعت بالأمس ما تدعي أنه شريط بكر (وإن كنت لا أظنه كذلك) للشيخ علي محمود فيه تعطيرة الحجاز ووجه من أحد أشرطته من صوت القاهرة، وهو كلام إن صح فهو يدل على أن صوت القاهرة قد طبعت فيما مضى أشرطة من نوع البكر (الريل) للشيخ علي ضمّنتها تعطيرة الحجاز ثم تراجعت عن إضافتها فيما بعد في أشرطة الكاسيت لسببٍ ما. أما اليوم، فقد فوجئت بها ترفع توشيح "مولاي كتبت رحمة الناس عليك" بصوت من تدعي أنه الفران من شريط مسجل كما زُعِم سنة 1942، فدخلت دون تفكير علّي أظفر للرجل بتسجيل جديد يضاف إلى بدائع ما سمعناه بصوته، فإذا بالصوت صوت أنثى أقرب ما يكون إلى صوت الشيخة منيرة عبده في أداء جميل للتوشيح، فأحببت أن أشارككم إياه لتروا رأيكم فيه وفي هوية مؤديته، مع العلم أن القناة قالت إنها سترفع هذا التوشيح اليوم أيضا بصوت منشدين آخرين، فلنر ما سيكون من أمرهم.

[AmrB]

يا رياض، كما نقول في مصر، كله كوم وهذا التسجيل كوم تاني، والأسباب الطربية لا تقل أهمية عن الأسباب التاريخية. هل فكرت في تبطيء السرعة بعض الشيء على أساس صوت البطانة لعلنا نتبين صوت المؤدية بمزيد من الوضوح؟

[Riad]

والله يا عمرو لقد سبقتني في الكتابة عن موضوع تبطيء السرعة، وهي بلا شك ضرورة لأن السرعة الحالية مبالغة بعض الشيء، ولكني لم أرس بعد على سرعة تكون مرضية لأذني، وسأحاول تبطيءها لتتلاءم وسرعة تسجيل توشيح "يا رسول الله إنك في الورى ذخري" الموجود في المنتدى والذي هو بجودة تكاد تكون مطابقة لجودة هذا التسجيل وهو ما يرجح هذه النسبة. والآن وأنا أكتب لك هذا الرد جاءني إشعار بأن السيد عيسى متري يعرض هذا التوشيح على قناته في يوتيوب وبسرعة تبدو لي أقرب إلى المعقول، ولو شئت رفعت لك نسخة ذات سرعة بين الاثنتين.

[AmrB]

أنا أجرب بالفعل تبطيء السرعة آنيا وحالي مثل حالك، لم أتوصل لنتيجة مرضية. أنا لا أعرف صوت منيرة عبده جيدا فسأعود للتسجيل الذي ذكرته الآن للمقارنة. أول فكرة خطرت لي هي سكينة حسن، لكن غياب الترجيف ينفي ذلك الاحتمال تماما.

[Riad]

يبدو أن الأستاذ عيسى متري قرر تبطيء الملف درجة ونصف الدرجة، وهو ما أدى إلى تبطيء صوت البطانة بشكل زائد غير منطقي وإن كان صوت الشيخة قد غدا أقرب إلى المعقول، وأنا أعتقد أن تبطيءه درجة واحدة كاف للوصول إلى نتيجة مرضية وغير منفرة للأذن، وها أنا أرفع لكم نتيجة التبطيء لتروا رأيكم.

[Riad]

وأنا أيضا خطرت لي سكينة حسن للوهلة الأولى ولكن غياب الرجفة كما ذكرت نفى عندي الاحتمالية، كما أن هذا التسجيل إذاعي على الأرجح ولم أسمع أن سكينة حسن غنت في الإذاعة بل ولم أسمع لها أي توشيح بمصاحبة البطانة من قبل، ولو قارنت جودة الصوت بين تسجيلي الشيخة منيرة لوجدت أنهما قد يكونان من الجلسة نفسها إلا أن القناة التي استقيت منها التسجيل دائما ما تستخدم مؤثرا يزيد من رداءة التسجيلات حتى لو كانت في حالة تقنية جيدة في الأصل.

[AmrB]

بعد الاستماع والرجوع للموضوع السابق، أظن أن نصف درجة تكفي تماما لضبط صوت البطانة، أما صوت المؤدية فعجيب النطاق والقوة، وهو ما يرجح فرضية منيرة عبده بالفعل بالرجوع إلى النقاش السابق حولها هاهنا

[Riad]

صوت هذه الشيخة محير بالفعل لاحتوائه على طبقتَي القرار والجواب بأقصاهما، ولا عجب أن نقف عاجزين عن الإتيان بنسخة ملائمة لخروجها في الطبقة عن المعهود لدى النساء كما أننا لم نستمع إلى تواشيح بصوت نساء أخريات للحكم على إنشاد هذا القالب بالتحديد لديهن، دون أن ننسى أن هذا هو ثاني توشيح يصلنا للشيخة دون أن يكون لدينا نقطة مرجعية نحدد استنادا إليها ما قد تكون معالم صوتها باستثناء تسجيل البي بي سي القصير وقسم من تلاوة رفعتها عباقرة التلاوة تقل مدتها عن الدقيقة، وقد علمت أن لديهم بصوتها تلاوة أخرى بجودة متدنية تجعلهم مترددين في نشرها.

[أبو علاء]

عندما حصلت على أوّل تسجيل منسوب إلى منيره عبده (يا رسول الله إنّك في الورى ذخري، ويبدو لي أنّ من رفعه آنذاك هو أبو الفداء نقلا عن هيئة الإذاعة البريطانيّة)، ولم أكن قد سمعتها أو سمعت عنها، احترت في أمره وفي أمري، فقد أحسست أنّ هناك خللا في الصوت وبالتالي في سرعة التسجيل وطفقت أجرّب التبطئة تارة والتسريع طورا ولم أرتح إلى نتيجة أيّ من تجاربي حتّى بلغت حدّ اليأس فانصرفت عنه ؛ ومرّ زمن غير قصير ثمّ وقع بين يديّ تسجيل قصيدة رسول الله فضلك ليس يحصى، ولئن بدا لي هذا الأخير أقلّ إثارة للبلبلة فإنّي لم أجرؤ على الرجوع إلى التسجيل الأوّل لمحاولة ضبط سرعته قياسا على التسجيل الجديد ؛ وها رياض يطلّ علينا بهذا التسجيل الجديد فيعيدني إلى حيرتي الأولى، وقد قرأت تعليق عمرو فقلت أجرّب وصفته، لكنّي لم أطمئنّ للنتيجة حتّى بالاقتصار على خفض سرعته درجة واحدة (فما بالك بدرجة ونصف درجة) لأنّ أصوات البطانة غدت أغلظ ممّا يعقل في تقديري فعدت واكتفيت بخفضها نصف درجة، ومع ذلك لا يسعني القول إنّ السرعة الناتجة هي المثلى ؛ احتمال أن تكون التسجيلات الثلاثة بنفس الصوت غير مستبعد عندي باعتبار اشتراكها في ملامح "طيف" الصوت (بالمعنى الفيزيائيّ للكلمة)، صوت يجمع بين قرار غليظ أقرب إلى ما هو معتاد من أصوات الرجال وجواب مرتفع ودقيق يضاهي أصوات النساء ذوات الجواب العالي، أمّا "خامة" الصوت أو "قماشته" فلا تبدو لي من الرهافة واللين اللذين يتوقّعان من صوت أنثويّ بل إنّي لا أجد فيه من المرونة والطلاوة ما أجده في الأصوات الرجاليّة الجيّدة، أو لأقل هذا ما استقرّ في ذهني بعد الاستماع إلى التسجيلين الأوّلين بخلاف تسجيل مولاي كتبت رحمة الناس هذا، ففيه من ملامح الكفاءة والقدرة على الإطراب ما لم أجده في سابقيه ؛ أمّا أن تكون المنشدة هنا سكينه حسن، فهذه فرضيّة غير واردة عندي.

[AmrB]

هناك نقطة مهمة يجب أن نتطرق إليها، وهي استبعاد أن يكون التسجيل بصيغته الحالية ناتج عن التلاعب باستخدام الوسائل الحديثة، وتحديدا تغيير الطبقة دون السرعة، بغرض تغيير صوت المؤدي ونسبة التسجيل إلى غيره، وهو احتمال ينبغي للأسف أن نضيفه إلى جملة المحاذير التي نراعيها في نسبة التسجيلات. لحسن الحظ في هذه الحالة أن الفارق بين طبقة البطانة وطبقة المؤدية كبير إلى حد لا يمكن، في رأيي، إلا أن يكون بين صوت رجال وامرأة، ولا ابراهيم الفران ولا حتى عبد اللطيف البنا!